أكدت دراسة دولية أن البكتريا المتطفلة تؤدي خدمة لعائلها من البكتريا. وأجريت الدراسة على فطر الخميرة المتطفل الذي يعيش على السكر الذي تنتجه أنواع أخرى من البكتريا ويوفر عناء إنتاج السكر ويستثمر طاقته بدلا من ذلك في نموه الخاص.
غير أن الدراسة أكدت أن مجتمع البكتريا يستفيد من هذا التطفل بشكل ما لأن البكتريا المتطفلة تشجع البكتريا الأخرى على التعامل بشكل أكثر ترشيدا مع غذائها، حسبما أشار الباحثون تحت إشراف البروفيسور لورينس هورست من جامعة باث البريطانية في مجلة "بلوس بايولوجي" الأمريكية المعنية بدراسات الأحياء.
ينتج فطر الخميرة إنزيما يسمى "انفيرتيز" مسئول عن تحويل السكر إلى جلوكوز يصبح في متناول جميع البكتريا الموجودة في نفس الوسط وتستغله البكتريا المتطفلة التي لا تنتج إنزيم "انفيرتيز" ورغم ذلك تستهلك السكر. أما إذا ندر الغذاء فإن فطر الخميرة يستهلك السكر بشكل أكثر فعالية وترشيدا.
وأوضح هورست أن البكتريا المتطفلة هي التي تمنع الفطر من تبديد غذائه وتحثه على ترشيد استهلاكه، كما أن فطر الخميرة المتعاون ينتج هذا الإنزيم عندما ينعدم السكر في وسطه مما يجعل استهلاكه لطاقته أعلى من استهلاك البكتريا المتطفلة "مما يكبح نمو البكتريا"، مضيفا "لكن عندما تكون جميع البكتريا متعاونة وكذلك البكتريا المتطفلة فإن البكتريا لن تستهلك جميع طاقتها".
وقال هورست "وجدنا أن هناك مزيجا من العوامل في البكتريا هو سبب نجاحها، حيث أن فطر الخميرة الذي يبدو من الوهلة الأولى وكأنه يسرق مقدرات البكتريا الأخرى يساهم بشكل إجمالي في نجاح نمو جميع أعضاء البكتريا إجمالا".
وبذلك يخالف فريق الباحثين النظرية التي يذهب أصحابها إلى أن التصرف غير المتعاون للبكتريا يضر دائما بمصلحة مجموعها. ورجح الباحثون أن تكون هناك مجموعات أخرى من المخلوقات يساهم تطفل بعضها في المصلحة العامة لها وأن ذلك يتضح عند تدقيق النظر.