![زراعة وإنتاج بنجر السكر Large_1234178494](https://2img.net/h/aradina.kenanaonline.com//photos/1234178/1234178494/large_1234178494.gif)
يتبع نبات بنجر السكر العائلة الرمرامية، وهو يعتبر المحصول الثاني
لإنتاج السكر بعد القصب في مصر والعالم، حيث يمثل السكر الناتج من البنجر
حوالي 25% من السكر في مصر، و 40% من السكر المنتج في العالم وقد أدخلت
الزراعة التجارية لبنجر السكر في مصر اعتبارًا من موسم 1981/ 1982، أي أنه
لا يزال حديثًا على الزراعة المصرية. وبنجر السكر نبات ذو حولين ينتج في
موسم النمو الأول الأوراق والجذور، وفي موسم النمو الثاني الأزهار
والبذور، وسوف نتحدث هنا عن موسم النمو الأول بهدف إنتاج واستخراج السكر
منها. يعتبر بنجر السكر من محاصيل المناطق المعتدلة بصفة عامة، ويجب الحذر
من زراعته في المناطق شديدة البرودة، حيث يؤدي ذلك إلى حدوث ظاهرة التزهير
الكاذب (ظهور شماريخ زهرية في موسم النمو الخضري تؤدي إلى خفض نسبة السكر
وزيادة الألياف)، كما يجب الحذر أيضًا من زارعته في المناطق شديدة
الحرارة، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض السكر عند الحصاد علاوة على إتاحة
الفرصة للإصابات المرضية والحشرية. وتجود زراعة بنجر السكر في الفترة من
منتصف سبتمبر حتى منتصف نوفمبر، كما يمكن زراعته اعتبارًا من شهر أغسطس
(مع ضرورة مقاومة آفات البادرات وأهمها دودة ورق القطن) في شمال ووسط
الدلتا، أما بالنسبة لمصر الوسطى في الفيوم وبني سويف والمنيا حيث ترتفع
درجة الحرارة خلال الصيف – فلا تفضل الزراعة قبل شهر سبتمبر. وأفضل
الأراضي لزراعة بنجر السكر هي الأراضي الطميية، كما تجود زراعته أيضًا في
الأراضي الطينية الثقيلة شرط التحكم في عملية الري، وأيضًا الرملية
الخفيفة بشرط توافر مياه الري، ولا تجود زراعته في الأراضي عالية القلوية
عالية الملوحة، حيث إنه لا يتحمل نسبة من الملوحة التي قد تصل أحيانًا إلى
4000 – 6000 جزء في المليون إلا بعد الإنبات وعند وصول البادرات 4 – 6
ورقات حقيقية. ويزرع بنجر السكر في مصر كمحصول شتوي يتم تبادله كدورة مع
القمح والشعير والفول والبرسيم ومحاصيل الخضر الشتوية. ويزرع البنجر في
دورة ثلاثية في الأراضي القديمة والثقيلة، ورباعية في الأراضي الجديدة
والرملية، بمعنى أنه لا يفضل زراعته في نفس قطعة الأرض إلا كل ثلاثة إلى
أربعة أعوام، بهدف تلافي الإصابات المرضية والحشرية وخاصة النيماتودا.
ونظرًا لأن بنجر السكر يزرع بالبذور؛ لذا يلزم الإعداد الجيد للتربة
لإعداد مهد مناسب لإنبات البذور. وعلى ذلك يتم حرث الأرض 2 – 3 حرثات
متعامدة، ثم تسوى التربة بدرجة جيدة ما أمكن، ويفضل تسويتها بالليزر إذا
ما أتيحت الفرصة بعد ذلك يتم تخطيط الأرض بمعدل 14 خط في القصبتين بحيث
يكون بين الخط والآخر 50 سم، وإذا تعذر يمكن التخطيط على مسافة 60 سم بني
الخطوط، مع مراعاة تضييق المسافة بين الجور المنزرعة، ويراعى إضافة السماد
الفوسفاتي أثناء تجهيز الأرض وقبل التخطيط وذلك بمعدل يتراوح من 15 – 45
وحدة فوسفور، أي من 2 – 6 شيكارة سوبر فوسفات 15%، وذلك حسب طبيعة التربة،
حيث يضاف عدد 2 شيكارة للأراضي القديمة والثقيلة، 4 – 5 شيكارة للأراضي
الجيرية، 6 شيكارة للأراضي الخفيفة والرملية. ويراعى أن يتم التخطيط في
حالة زراعة بذور أصناف بنجر السكر عديدة الأجنة في جور، أما في حالة زراعة
بذور الأصناف وحيدة الأجنة فيتم ذلك في سطور في أرض مسطحة تمت تسويتها
جيدًا، وبعد الإنبات يتم إقامة الخطوط لسهولة إجراء عمليات العزيق والري.